الخميس، 18 يوليو 2013

عيون علياء..





                                               "د.علياء أحمد عزت"
عنونت أول اختبار لها بمادة التعبير وهي بالصف الرابع الابتدائي  بـ "أشتاق إليكِ" كانت تعبر فيه عن مدى إشتياقها لأمها البعيدة عنها  التي تقع في الضفة الأخرى من البحر الأحمر إثر انشطار عائلتها المبكر , بعد إنفصال والديها عاشت علياء في الرياض مع والدها معلم اللغة الإنجليزية ورحلت أمها المهندسة الكيمائية إلى الإسكندرية مخلفين ورائهم طفلة تنمو برفقة  الفقد منذ وقت مبكر من طفولتها , أفتقدت رؤية أمها و أفتقدت أن تنعم بقبلة منها قبل أن تحمل حقيبتها الصغيرة إلى المدرسة  , كان جل ما يحمله روح علياء  هو وصية أمها لها قبل أن ترحل بأن  تجتهد في دراستها وبأنه  لا أحد سيمنحها ما تريده قدر ما يمنحها العلم , زرعت أمها وصيتها الكبيرة بقلبها الصغير ورحلت مؤمنة بأن صغيرتها  ستكون  على قدر كبير من النضال  من أجل تنفيذ وصيتها . لم تغفل علياء أي وسيلة للتفوق الدراسي وداومت  على أن تصل عودتها من المدرسة بالمذاكرة وحل الواجبات والتحضير لدروس الغد التي تفهمها قبل أن تهم مدرساتها بعناء الشرح . لم تترك علياء أي فرصة إلا و اغتنمتها لتردف تفوق العام الماضي بالعام الحالي وكان لها ما أرادت و أكثر .  المركز الأول هو موقعها الطبيعي منذ إلتحاقها بالصفوف الدراسية حتى تخرجت من الثانوية العامة محققة المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية بمعدل 100%. حتى الآن  لم تغب عن ذاكرة علياء نشوة الفرح التي أعترت صدر والدها عندما وصله خبر  تفوق أبنته على جميع طلاب وطالبات السعودية  , أقبل عليها بصدر يتراقص فرحا وضمها ولف بها مردداً أنت اليوم أجمل عروس . لتفوقها  الدراسي قُبلت  بكلية الطب بجامعتي الإسكندرية و الملك سعود و أختارت أن  تلتحق بجامعة الملك سعود. تخصصت علياء بعد ذلك بطب العيون إلى أن تخرجت وكعادتها وبكل ثقة بالمركز الأول على خريجي دفعتها من طالبات وطلاب  كلية الطب بجامعة الملك سعود.  
إفتقاد وحرمان عينا علياء لرؤية أمها طوال فترة طفولتها و شبابها لم يمنحها سوى فرصة لأن تكون طبيبة عيون متفوقة  تمنح مرضاها أملاً بأن ينعموا برؤية من يحبون   , عيون علياء الفقيرة برؤية والدتها جعلت من  أناملها وعقلهاً مصدراً لثراء الفرص بأن ينعم مرضاها بنظر سليم مرة أخرى .
قد تحرمنا الحياة أشخاص نحبهم و نمضي من بعدهم بقلوب أنهكها الفقد و لكننا بإيماننا نستطيع أن نحولها إلى فرصة ثمينة لأن نكون بجوارهم في أماكن أخرى أن نحضنهم بشتى الطرق أن نمتلئ برؤيتهم و ذلك بأن نمنح فرص الأمل للآخرين ولو بأبسط الأشياء فكيف بنا  لو حذونا حذو  علياء وهي تمنح بسخاء فرص  الأمل لمرضى العيون .

                                                                  
















هناك تعليقان (2):

  1. اكثر الناس تفوقاً ونجاحاً هم من ولدو من رحم المعانات والتي كانت دافعاً لهم بتفوقهم .. اتفهم ان هناك الماً في عيون علياء .. ليس بذاك الألم الكبير والذي كان دافعاً لها في تفوقها .. هذا مايجعلها افضل منهم .. ولكن هناك توفيقاً وتيسيراً من الله اولاً وثانياً هناك اصرار وجهد وعزيمة .. ليس هناك الكثير كعلياء فالنخبة هم القلة

    ردحذف
  2. لطيفة علياء انشاءالله تلتقي بامها عما قريب باذن الله

    ردحذف