الاثنين، 15 يوليو 2013

الهدايا البسيطة..


الهدايا البسيطة..



كنت مستمتعاً للغاية و أنا أستمع  لتجربة  صديقي "أبو تركي" المتقاعد من شركة الإتصالات السعودية  مع أبنائه وبناته الستة . يقول أبو تركي ربيت أولادي على الهدايا فكل هدية أشتريها مهما كلف ثمنها تمنحني سعادة لا أستطيع وصفها وذهب أبو تركي يخبرني بتجربته مع الهدايا التي بدئها مع أبنه الأول تركي حينما عاد هو وزوجته من مستشفى الولادة  واضعين بجوار أبنهم الثاني "عبدالرحمن" هدية و أخبروا تركي ذو العامين حينها بأن هذه الهدية من أخوه , يقول  صديقي بأنه لم يعاني من غيرة تركي من شقيقه الجديد الذي أتى ليتقاسم رعاية و إهتمام والديه به بعد أن أمضى عامين منفرداً بإهتمامها , بل ذهب يهتم بشقيقه و يرعاه و يلعب معه بعد أن زرعت الهدية الحب و قطعت دابر الغيرة  , هذه التجربة كررها أبو تركي مع أبنائه الستة فبعد كل مولود يشتري هدية ويقدمها لأبنه ما قبل الأخير بإسم الطفل الجديد . لاحظ أبو تركي إعجابي الشديد بتجربته مع الهدايا  و شجعته لأن يخبرني المزيد عنها مما فاجأني بأنه يخطط حالياً لمفاجأة زوجته بهدية ثمينة يحملونها لها هو و أبنائه الستة الذي ينتظر مقدم إثنان منهم تركي الذي يعمل بالرياض ويزيد المبتعث بكندا  و أخبرني بقصة أخرى أن أباً يعاني من قصور أبنه الدراسي وكرهه للمدرسة رغم محاولاته العديدة لأن يغير منه أو يتحسن للأفضل و كانت تجربته الأخيرة أن قام بزيارة المرشد الطلابي بمدرسة أبنه و طلب منه أن يتفقوا على طريقة قد تنجح في تحسين مستوى أبنه الدراسي و نزع كرهه للمدرسة و أتفقا على أن يقوم  والد الطالب بإحضار هدية للمرشد الطلابي على أن يقوم المرشد الطلابي بإستدعاء الطالب أمام كافة زملائة صباحاً  ويكرمه و يثني عليه أمام زملائه دون أن يعلم أن كل ذلك كان مجرد أتفاق بين والده والمرشد الطلابي وبالفعل نجحت الطريقة  و أصبح الطفل يحرص على المذاكرة والحفظ وحل الواجبات والحرص على الحضور اليومي للمدرسة و أصبح يشعر بسعادة كبيرة .
غادرت أبو تركي و أنا لا أتذكر متى آخر مرة حملت فيها هدية لأبي وأمي ولا  حتى أخر مرة أهديت فيها شيئاً لشريكة حياتي أم المهند , أيقنت بأنني لو أنتهجت مبدأ  وتجارب أبو تركي مع الهدايا  بحياتي لمنحتني تلك التجربة فرصة ثمينة للسعادة كنت سأحرم منها من حولي و نفسي كثيراً لو لم أتدارك فواتها .
الهدايا البسيطة التي نسلمها طالبين  من  معلمي أطفالنا أن يمنحوها لهم دون مناسبة مع القليل من عبارات  التشجيع أمام زملائهم بوسعها أن تفعل مالم تفعله الكثير من كلمات التوبيخ والتهديد وحتى التوجيه وبوسعها أن تزهر بقلوب  أمهاتنا و أبائنا وزوجاتنا رضاً لا يذبل و بعيون أطفالنا فرحاً لا تكسوه غشاوة الحزن .
الهدية مهما بلغت بساطتها إلا أنها بوسعها أن تشرع أبواب الفرح للأبد.

هناك تعليقان (2):

  1. احسنت اخي فهد

    ابحر في سماء ابداعاتك

    ردحذف
  2. حبيبي و شقيقي الملهم فؤاد ..
    شكراً لك :)

    ردحذف