الأربعاء، 17 يوليو 2013

أكبر عائلة في التاريخ.




لم تمنحه الحياة إبتسامة  أم تشرع له ذراعيها  لتحضنه أو أب يدربه على أن يخطو الخطوة الأولى , لم تمنحه الحياة أكثر من دار حضانة ترعاه وسيدة أعمال تكفله وسؤال عاش طويلاً لم يستطع الإجابة عليه .
من أي قبيلة أنت يا شاكر؟ .
ألحقته السيدة التي كفلته  بمدرسة خاصة ينتسبون لها أبناء الوزراء والأمراء وكبار رجال الأعمال الذين لا يشعرون بالآلام الكبيرة التي يحملها بقلبه الصغير , يشاركهم مضطرا حديثهم بصمته وهم يتحاورون عن أفخم السيارات التي يقتنونها و مصائف العالم التي يرتادونها بينما هو أقصى أمانيه أن يستطيع إجابة أسئلة تكررت عليه كثيراً من أنت ؟ من أي قبيلة ؟ من هو أباك ؟
تقدم "شاكر علي"  للزواج من 25 فتاة جميعهن رفضن لأنه "لقيط"
واجه شاكر رفض المجتمع له بمشاعر سلبيه أنتشرت بروحه حتى أسودت حقداً على الجميع  ودون تردد ألتحق بالبعثة الدراسية لأمريكا  للرحيل عن مجتمع لا يتقبله رغم كل محاولاته لأن يكون فرداً منهم .
بعد إلتحاق "شاكر" بأحد الجامعات الأمريكية قرر أن يغير من نظرته للمجتمع الذي لم يبدي أي استعداد بتقبله مؤمناً بأنه وقت ما بادر من حوله بالحب فسيمنحونه ما يستحق من الحب يوماً ما .
رغم إنشغاله بدراسته و إجتهاده لأن يعود لوطنه بشهادة تصنع له مستقبل يحلم به  إلا أنه خصص من وقته الكثير لمساعدة الطلاب السعوديون الجدد القادمين للدراسة بأمريكا ,بلور مساعداته الصغيرة  فيما بعد لموقع إلكتروني  تحت عنوان " سعوديون في أمريكاً" يتعاون فيه و فريق عملة بالتطوع بالإجابة على استفسارات الطلاب ومساعدتهم و إستقبالهم بالمطار و فتح حسابات بنكية لهم و منحهم كل ما يحتاجونه,بادل شاكر  مجتمعه الذي رفضه منذ بدايته  بالحب ومنحهم فرصة ثمينة لأن يحبوه  كما أحبهم يرد  على هاتفه على مدار الساعة دون ملل رداً على إستفسارات الطلاب ومساعدتهم معتبراً بأن كل إتصال يصله يستفسر منه عن الدراسة أنما هو سؤال غير مباشر بصيغة  " كيف حالك يا شاكر ؟"  الصيغة التي يفتقدها شاكر منذ رأت عينيه النور لكنه منحها لكل السعوديون بأمريكا وكون عائلته بنفسه ليصبح عدد أفراد أسرته رقماً لم تصل إليه أسرة من قبل بل أجزم أن "شاكر" كون أكبر أسرة في التاريخ.
لم تتسنى "لشاكر علي" فرصة أن يولد بحضن عائلة تعتني به فمنح نفسه عائلة كبيرة يعتني هو بها ..

الآلام التي تولد معنا رغماً عنا أو التي تنمو مع مضي الأيام شوكة بقلوبنا تنتظرنا معها فرص و لكننا نحن وحدنا من نستطيع أن نكتشفها لتكون ثمينة بقدر ما تشاء قلوبنا المتعطشة  للحب . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق