السبت، 10 أغسطس 2013

قاتل التنين.

     حسام القرشي

يُشبِه حسام حلمه الذي يريد الوصول له بفتاة حسناء تحبه ويحبها منتظرة له بأعلى برج قصر منيف يحرسه تنين شرس , يقول حسام التنين بالنسبة لي هو الفشل والإحباط والخوف والقنوط وبإمكاني أن أكسر جبروته بأقوى سلاح . سلاح الإصرار وتكرار المحاولة مهما كانت شراسة التنين في منعي من الوصول لأعلى البرج .
يستطيع حسام أن يرشد  نفسه  إلى  الفرص بمهارة والدته عالمة  المكتبات  التي تستطيع  أن ترشدك لأي كتاب يقع في دائرة مكتبتها الكبيرة , يعيش حسام و  بداخل روحه فراسة والده الضابط العسكري, يتعثر  بالكثير من العقبات  لكنه لا يراها سوى فرص ثمينة جاعلاً  منها طريقاً ممهداً نحو أحلامه وطموحاته التي يدعو الله  ألا يأتي يوماً ما وتنطفئ من روحة فرحة تحقيقها بل يأمل أن يبقى الحلم والأمل مستيقظاً بداخلة طالما قلبه ينبض وعينيه تبصر  , بحكم عمل والده تنقل حسام كثيراً في حياته ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وأبها والرياض والمنطقة الشرقية وأستقر أخيراً في محافظة جدة مهد طموحاته وشبابه بالعام 1997م , التحق بكلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز ولكنه لم يحب هذا التخصص وعندما أفشى  لوالده رغبته بالتحويل من الهندسة إلى إدارة الأعمال رفض والده بصرامة الضابط العسكري أن يترك الهندسة و آثر حسام  البر بوالده  و رضخ للأمر الواقع ولكنه لم يجعل عدم حبه للهندسة عقبة وراح يعمل وهو ما زال طالباً بالمقاعد الجامعية في المجال الذي يحبه وهو إدارة الأعمال بكافة أنواعها .كان  يمارس عمل الشبكات الحاسبوبية وتجارتها  مع صديقه ياسر حتى تخرجوا أصدقائه الذين كان إلتحاقهم بالجامعة مبكراً عنه بعامين و حينها  أصبح وحيداً بالجامعة ولكنه دائم الصلة بهم يشاركهم الأحاديث التي شدة إنتباهه  إلى عملهم بشركة "بروكتر آند جامبل" و إلى عالم التسويق والمنتجات التي يعملون على تسويقها فشعر أن هناك فرصة ثمينة في تلك الشركة يجب عليه أن يمنحها جُل إهتمامه  ,لم يمر وقت طويل حتى تخرج من الجامعة   و أسرً  لصديقه ياسر بأنه يرغب بأن يلتحق بركب السباق معهم على تسويق منتجات شركة "بروكتر آند جامبل " فمنحه صديقه ياسر فرصة المنافسة لكسب وظيفة بشركتهم العريقة التي تم تأسيسها بالعام 1837 للميلاد. وأستطاع أن يجتاز اختبار القبول الوظيفي والمقابلة الشخصية والإلتحاق بفريق التسويق لمنتجات الشركة ولأنه موظف جديد لا تسعفه خبرته بالإهتمام بأهم منتجات الشركة تم تكليفه بتسويق منتجات لا تحظى بإهتمام عملاء الشركة مقارنة بالمنتجات الأخرى بينما زملائه يتربعون على عرش أفضل منتجات الشركة التي تحظى باهتمام بالغ من قبل عملائها ويطالبون بها بشكل متزايد إلا أن ذلك لم  يحبطه بقدر ما أستشعر بفراسة  القناص  الماهر أنه كثيراً ما تكمن الفرص الثمينة في البدايات الصغيرة .شرع سريعاً في التخطيط لإنجاح مسحوق  الغسيل" بونكس" الذي كُلف به  فأجرى بحثاَ ميدانياً بنفسه في عدة مدن سعودية عن انطباع العملاء عن مسحوق "بونكس" و أثناء تنقله بين المدن السعودية  وفي جازان إلتقى بسيدة جازانية خمسينية العمر فسألها ماذا تريدين أن نضيف للمسحوق ليحوز على رضاك؟ هل نضيف له أنزيمات مثلاً ؟ أم ماذا؟ فقالت له بالحرف الواحد  "ما نبغى غسيل مخ  نبغى غسيل ملابس" رغم بساطة تلك العبارة ورغم صغر منتجه وعدم معرفة الناس به في تلك الفترة  إلى أنه أجزم بأن تلك العبارة البسيطة إن قرنها بمنتجه فإنها فرصته ليحقق نجاحاً يغير مسار حياته المهنية  و كان له ذلك حين جعل عبارة "مانبغى غسيل مخ نبغى غسيل ملابس" شعاراً لحملته الدعائية  لمسحوق "بونكس" فحصد منتجه " بونكس" أفضل و أنجح دعاية على مستوى منتجات الشركة المتخصصة في الرعاية المنزلية .وحول منتجه الذي يعتبر الأقل حظاً في الشركة إلى المنتج الذي يتهافت علية الجميع وحول من نفسه من موظف مبتدئ  إلى مدير علامة تجارية خلال فترة وجيزة مقارنة بمن سبقوه إلى ذلك المنصب الوظيفي على مستوى تاريخ الشركة .يعلمنا حسام بأن الفرص الثمينة دائماً ما تكمن في الأشياء الصغيرة حولنا كل ما علينا لكي نغتنمها أن نصغي جيداً لها أن نتفاءل بأشيائنا الصغيرة أن نقتنص الفرص ولو من كلمات عملائنا البسيطة الذين  لو أصغينا لهم بإهتمام قد نجد في كلماتهم فرص لا تشترى بأغلى الأثمان  , لم تكن تلك الفرصة هي الأخيرة في مسيرة المهندس حسام بل كانت البداية  ,تقلده لمنصب مدير العلامة التجارية بالشركة  والمناصب الإدارية التي تقلدها من بعد في شركات أخرى  جعل منه  مسئولاً عن إجراء المقابلات الشخصية و اختيار فريق العمل الذين يعملون معه فكان كثيراً ما يصاب بخيبة أمل وإحباط  إزاء تدني مستوى السير الذاتية التي تصله وعدم دراية السعوديون والسعوديات الذين يتوافدون على مكتبه ليجري لهم مقابلات شخصية  بأساسيات وآداب المقابلة الشخصية وحتى بعد أن يمنحهم الفرصة الوظيفية يصطدم بمدى عدم تكيفهم مع بيئة العمل وعدم الدراية بطريقة  وكيفية التفاعل مع مهام العمل في الأيام الأولى بعد الحصول على الوظيفة , إحباطه ذلك  لم يتذمر منه في وسط أصدقائه بل أنتهزها فرصة لأن يكون مدخلاً له للعمل التطوعي وبأن يعمل على تمكين شباب وشابات الوطن من الوظائف و دعمهم و تثقيفهم ليكونوا أكثر منافسة على الفرص الوظيفية التي تحتاج إلى كفاءات عالية  لينجحوا في مسيرتهم العملية فبادر للتعاون مع الجامعات لعقد دورات تدريبية للطلاب والطالبات الوشيكي التخرج و أنتج برنامجه اليوتيوبي الأول "من إلى "  عبر حلقات موجهه للباحثين والباحثات عن وظائف  تعلمهم بطريقة علمية مقرونة بمشاهد كوميدية عن كيفية الحصول على الوظيفة من بداية بحثهم عن عمل حتى يتربعوا على عرش القياديين بالشركات والقطاع الخاص برنامج حسام "من إلى" حاز على نجاح باهر وتهافت الباحثين عن فرص العمل لمشاهدته و اكتساب المعرفة والمهارات المكتنزة فيه و التي يطرحها حسام القرشي بأسلوب شيق ومثير .
يشعرني حسام و أنا برفقته بطاقة إيجابية  وتحدي و تفاؤل و أمل و أجزم أن روحه هذه هي سر تفوقه التي متى ما تحلينا بهذه الصفات فإننا سنقهر أعتى  التنانين التي تحول بيننا وبين أحلامنا . 

إظغط هنا لمشاهدة برنامج "من إلى" الذي قدمه حسام للباحثين عن العمل

هناك تعليقان (2):

  1. عنوان لأفت ومقال جميل
    استمر وبالتوفيق

    ردحذف
  2. أخي وعزيزي فهد والله لا تساعدني الكلمات على التعبير عن مدى شكري وتقديري لما كتبه قلمك الرائع عن شخصي الذي لا يرى بانه يستحق ان ينال صفحة في مدونتك الجميلة .. والله انه شرف لي ولك مني كل الحب والتقدير واتمنى لك التوفيق في رحلتك المباركة في البحث عن عوامل النجاح التي ستعود على مجتمعنا بالنفع باذن الله :)

    ردحذف